الخميس، 3 مايو 2012

ضحايا في اليوم التأديبي لطلاب جامعة حلب

ISS

تحولت حلب ومدينتها الجامعية الى مركز لحركات الاحتجاج ضد النظام السوري، الذي ظل مطمئناً طوال اشهر الانتفاضة الى ان المدينة الثانية في سورية وعاصمتها الاقتصادية ستحافظ على ولائها بسبب العلاقات الوثيقة التي نسجها النظام مع قطاع رجال الاعمال وكبار التجار والصناعيين فيها. غير ان امس كان يوم حلب بامتياز، بعد أن تحولت الاحتجاجات وتظاهرات الطلاب الجامعيين في اماكن سكنهم في المدينة الجامعية، والتي بدأت ليل الاربعاء -الخميس الى مواجهات في ما بينهم اولاً، استخدم فيها الطلاب الموالون للنظام السكاكين للاعتداء على زملائهم، قبل ان يتدخل رجال امن و»شبيحة» من خارج الجامعة، فاقتحموا غرف نوم الطلاب واخذوا يطلقون النار عليهم ما ادى الى سقوط اربعة قتلى على الاقل وجرح ما لا يقل عن ثلاثين، فيما اعتقلت قوات الامن حوالى مئتين واعلنت تعليق الدروس في الجامعة الى اجل غير مسمى.

وفيما كانت المواجهات دائرة في حلب قام وفد من المراقبين الدوليين بقيادة رئيس الفريق الجنرال روبرت مود بجولة على مدينتي حمص وحماة وقال للصحافيين خلال جولته ان وجود المراقبين يساعد على «تهدئة الوضع» وان «هناك فرصة كبيرة» لكسر حلقة العنف في سورية. وقال احد سكان حي القبة في حماة ان الحياة شبه طبيعية في النهار غير انها تصبح مخيفة مع حلول الظلام حيث يتجول المسلحون الملثمون في الشوارع وتنتشر اعمال الخطف حتى على الطرق الرئيسية.

ونقلت وكالة «رويترز» ان الفريق الصحافي الذي كان يرافق المراقبين في حمص كان يسمع اصوات القذائف بمعدل قذيفة في الدقيقة في حي الخالدية.

وقالت مصادر المعارضة من حلب ان عدد الطلاب الذين شاركوا في الاحتجاجات تجاوز 1500 طالب، واستمرت المواجهات بينهم وبين قوات الامن خمس ساعات اسفرت عن تحطيم وتخريب واسع لغرف الطلاب. اذ اقتحم عناصر الامن مساكن الطلاب قبل ظهر امس وطردوهم ورموا ممتلكاتهم واحرقوا بعض الغرف. وقالت الهيئة العامة للثورة السورية ان 10 حافلات محملة بأكثر من 300 عنصر أمني مدججين بالأسلحة، اقتحمت المدينة الجامعية واظهرت اشرطة تم وضعها على موقع «يوتيوب» الطلاب وهم يهربون من السكن الجامعي بعد اقتحام الأمن له. ومعظم الطلاب الذين شاركوا في الاحتجاجات هم اصلاً من محافظة ادلب التي تشهد اشتباكات يومية بين قوات الامن وعناصر «الجيش السوري الحر» الذين اقاموا مراكز لهم في المحافظة. وكانت جامعة حلب قد شهدت تظاهرات يومية ضد النظام واشتباكات سابقة واقتحامات من قبل قوات الامن غير ان ما حصل امس كان الاوسع والاخطر حتى الآن.

ودعا «المجلس الوطني» السوري المعارض في بيان الطلاب السوريين الى «الاضراب تضامنا مع زملائهم في جامعة حلب». ودعا اتحادات الطلبة العرب الى «التضامن مع الطلبة السوريين بكل أشكال التضامن والدعم»، مطالبا المؤسسات الدولية «بان تتحرك بشكل عاجل لضمان حرمة الجامعات السورية، والعمل على إعادة فتح جامعة حلب، وإعادة الطلاب المفصولين من الجامعة والطلاب المحرومين من السكن الجامعي الى جامعاتهم وسكنهم، واطلاق سراح المعتقلين منهم».

وطالب بيان المجلس المراقبين الدوليين الموجودين في سورية «بالتحرك لكشف ما يجري في حلب»، ومجلس الامن «بان يصدر قرارات حازمة لاجبار النظام السوري على وقف العبث بأمن واستقرار سورية والمنطقة بالاساليب التي يفهما نظام منفلت العقال».

وخرجت صباح امس تظاهرات في عدد من المناطق السورية تضامنا مع جامعة حلب، لا سيما في مدينة حلب ودرعا ودير الزور ، بحسب ما افادت لجان التنسيق المحلية.

ميدانياً، قالت مصادر المعارضة السورية ان عدد القتلى امس تجاوز العشرين وأوردت الهيئة العامة للثورة السورية أن انفجارا عنيفا وقع في زملكا البلد في ريف دمشق. وتحدثت عن محاصرة حي مشاع الأربعين في حماة خلال جولة المراقبين، كما قامت قوات الامن بقصف مدينة الرستن في حمص بعشرات من قذائف الهاون كما استمر سقوط القذائف على جبل الزاوية في ادلب.

ونفذت قوات الامن مداهمات منذ الصباح في الاراضي الزراعية المحيطة بحرستا، وفي منطقة الملعب في مدينة دوما بريف دمشق. وافادت لجان التنسيق المحلية بتنفيذ قوات الامن حملة مداهمات واعتقالات في قرية دف الشوك بريف دمشق. وقال مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق ان قوات الامن اقتحمت صباح امس مدينة يبرود.

وفي ريف حمص قصفت القوات النظامية قرية غرناطة المجاورة لمدينة الرستن التي تعد احد معاقل «الجيش السوري الحر» في حمص. ودارت اشتباكات في بساتين مدينة تدمر اثر انشقاق ستة جنود عن القوات النظامية. كما تعرضت قلعة الحصن وقرية الزارة لقصف الدبابات ومدافع الهاون.

0 التعليقات:

إرسال تعليق